كيف تحمي هاتفك الذكي من التجسس و الإختراق؟
سنتطرق في هذه التدوينة لشرح كيفية حماية هاتفك الذكي من التجسس و الإختراق ؟ لتكون قادراً على تحصين نفسك ضد أي ضرر برمجي قد يلحق بجهازك نتيجة الولوج إليها و التفاعل معها.
وفيما يلي النقاط التي سيتم التطرق لها:
مقدمة عن مخاطر اختراق الهواتف الذكية
الطرق العلمية المتبعة لحماية الهواتف الذكية
تطبيقات الحماية و الأمن
مقدمة عن مخاطر اختراق الهواتف الذكية
- يواجه العديد من مستخدمي الهواتف الذكية بين حين و آخر، عمليات سطو و سرقة لبياناتهم بغرض ابتزازهم او إلحاق الضرر بأجهزتهم، و عادة ما تكون هذه الضحايا مستهدفة بحيث يتم توجيه رسائل مفخخة عالية الخطورة تحمل روابط او صور او فيديو، تقوم بتفعيل الفيروس بمجرد الضغط على إحداها ( تقنية مستجدة عالية الخطورة مثل برمجية بيجاسوس )، فماذا ينبغي علينا ان نفعل حيال هذا الأمر المتجدد و المستمر في ظل التقدم التقني في عالم الأمن السيبراني و التقني الأمني.
كل يوم و على مدار الساعة تظهر برمجيات تجسسية و ضارة بالهواتف الذكية، وتنتشر كالنار في الهشيم هنا و هناك، حتى تجد وجهتها، و مع تطور الوسائل المتبعة في نشر هذه البرمجيات الخبيثة، يفترض أن نلتزم بمجموعة من الإجراءات التي تساعدنا على البقاء ضمن الدائرة الآمنة و المحصنة ضد هذه البرامج الخبيثة.
أخطاء يرتكبها الكثيرون، تسبب أضرار جسيمة، وقد لا يمكن إصلاح هذه الأضرار بسهولة،
فأهم ما يمكن فعله في عصر الدوامات التقنية المتلاحقة هو عدم الضغط على أي رابط مشبوه في منصات التواصل الإجتماعي او تصفحك لإحدى المواقع على الإنترنت.
أما إذا كنت مهتماً بتفاصيل تجعلك أكثر أماناً، فتابع معنا الخطوات التالية التي ستوضح لك المسار المتبع الذي سيجعلك أقل عرضة لهذه المخاطر قدر المستطاع.
الطرق العلمية المتبعة لحماية الهواتف الذكية
1) تأمين البيانات:
من المهم للغاية، أن ندرك مدى أهمية عزل البيانات و إبقاؤها في مكان آمن، فإنه مما لاشك فيه ان القيام بحفظ بياناتك بعيدة عن أيدي المتطفلين و المتسللين يعد أمراً فعالاً جداً في حالة تأمين البيانات، ففي حال أردت القيام بذلك، يمكنك رفع البيانات ذات الأهمية و الأولوية إلى منصة رفع سحابية مثل "Google Drive,Drop Box" فهذه الخدمات تُعد الوسيلة الأسلم إلى حد كبير في الحفاظ على البيانات آمنة، أو يمكنك القيام بحفظ بياناتك الشخصية على وحدة تخزينية خاصة بك مثل "External Hard Disk, Flash Drive" او شيء من هذا القبيل.
- ولاتنسى القيام بعملية حفظك للبيانات بشكل دوري، و لاتنسى بعد تأكدك من حفظك للبيانات بشكل صحيح و سليم ان تحذف البيانات الموجودة في هاتفك كي لا تتعرض للإختراق، و بذلك تكون اختصرت على نفسك تكبد خسائر كبيرة و لن تقلق بعد الآن حيال أمر كهذا.
- كما لا يجب عليك مشاركة بياناتك الحساسة على مواقع التواصل او ماشابه، فهذه البيانات تستخدم لأغراض تطفلية و قد تصل لأيدي خبيثة و مع الأسف قد لاتمر مرور الكِرام فيوجد من الناس من يجمع هذه البيانات من ثم يستخدمها لصالحه في تنفيذ عملية إختراق معينة.
و من هذه البيانات الحساسة ( عنوان المنزل ، رقم الهاتف ، بطاقة الهوية ، أوراق ثبوتية ) ، فتأكد دوماً من أنك لا تشارك مثل هذه البيانات الشخصية بشكل علني و صريح.
2) لا تتصل بشبكات الإنترنت العامة:
لا شك أن شبكة الواي فاي العامة تُعد أمراً مغرياً و أنا أتفق معك، ولكن ليس كلّ ما يلمع ذهباً، فهنالك غرض غير سامي في غالب الأحيان من هذه الشبكات العامة.
فاحرص على تجنبها، ولكن ان اضطررت للإتصال بإحدى هذه الشبكات، فتأكد أن لا تشارك أي بيانات مصرفية او سرية، فإنه سيتم استغلالها عن طريق التجسس عليها و كل ذلك يتم أثناء إتصالك بالشبكة و دون علمك.
يمكن اللجوء إلى حل أكثر أماناً، تتيح لك خدمات VPN، التمتع بقدر عالٍ من الخصوصية و سرية الهوية أثناء استخدامك لشبكة ما، فلا تنسى أن تراجع مقالتنا التي تشرح لك بالتفصيل ما هي هذه الخدمات و ما الذي ستقدمه لك من خلال الضغط هُنا.
فاحرص على تجنبها، ولكن ان اضطررت للإتصال بإحدى هذه الشبكات، فتأكد أن لا تشارك أي بيانات مصرفية او سرية، فإنه سيتم استغلالها عن طريق التجسس عليها و كل ذلك يتم أثناء إتصالك بالشبكة و دون علمك.
يمكن اللجوء إلى حل أكثر أماناً، تتيح لك خدمات VPN، التمتع بقدر عالٍ من الخصوصية و سرية الهوية أثناء استخدامك لشبكة ما، فلا تنسى أن تراجع مقالتنا التي تشرح لك بالتفصيل ما هي هذه الخدمات و ما الذي ستقدمه لك من خلال الضغط هُنا.
- 3) لا تستخدم كلمات سر سهلة التتبع و التخمين:
تماماً!، فهذا الخطأ الشائع، يجعل حساباتك الشخصية و أمن معلومات قابل للإختراق أضعافاً مضاعفة، فمن السهل تخمين كلمات المرور التي تتكون من 4 أرقام او 3 او 5 أياً يكن، يتوجب عليك ان تستخدم كلمة سر قوية مختارة بعناية و مكونة من رموز و أحرف و أرقام و يفضل ان لا تقل عن 15 قيمة ، فهذا سيجعل من إختراق حساباتك المؤمنة باستخدام كلمات السر أصعب بكثير و أعقد مما تخيل.
و يحبذ ايضاً ان لا تجعل الحماية تقتصر على قفل الهاتف فقط، بل أغلق تطبيقاتك الخاصة بكلمة
سر أو بالبصمة، فإن كان نظام تشغيلك لا يتوفر على هذه الخاصية بشكل إفتراضي؛ يمكنك البحث عن تطبيقات تؤدي نفس الوظيفة من على متجر التطبيقات.
فتخيل معي أن صديقك الفضولي قد طلب منك استخدام هاتفك لبضع لحظات من أجل البحث عن شيء معين على الإنترنت، ثم وجدته يدس أنفه في معرض الصور بدون وجه حق! تذكر أنه صديقك و من الصعب عليك زجره، ولكن وضع حد لهذا الأمر من البداية سيغنيك عن كل ما سبق.
- 4) لا تقوم بعمل "Root" أو "Jail Break" لهاتفك:
حقًا لم تعد هناك حاجة ملحة لكسر حماية جهازك إلا لو كنت مهتماً بالتطوير تستخدم
الهاتف بغرض التجريب فقط، ولكن ليس على هاتفك الأساسي الذي تعتمد عليه في إنجاز مهامك الأساسية، حيث ان التطوير القائم في أنظمة أندرويد و IOS أصبح أفضل من ناحية إعطاء صلاحيات أكثر للمستخدمين بحيث لا يحتاجون لكسر حماية الهاتف او ماشابه.
ففي حال رغبتك بكسر الحماية، فلا يمكن لك أن تتوقع ماذا سيحدث في هاتفك بعد ذلك، لأنه يوجد برمجيات تدمر الجهاز حرفياً !
فمن البرمجيات الخبيثة التي تقوم على أساس تنفيذ مهام كثيرة في آنٍ واحد، مما يسبب فرط في الحمولة على ذاكرة المعالج، وبالطبع سترتفع درجة حرارة الهاتف و قد يصل الأمر لتلف البطارية او قطع مادية داخل الهاتف.
فمن البرمجيات الخبيثة التي تقوم على أساس تنفيذ مهام كثيرة في آنٍ واحد، مما يسبب فرط في الحمولة على ذاكرة المعالج، وبالطبع سترتفع درجة حرارة الهاتف و قد يصل الأمر لتلف البطارية او قطع مادية داخل الهاتف.
- 5) لا تضغط على أي رابط مشبوه (صورة،فيديو،رابط) :
يفترض بك أن تكون على دراية بعد هذا الشرح المفصل عن مخاطر الضغط بشكل عشوائي على الروابط المجهولة و المشبوهة!
تعتبر هذه الوسيلة من أقدم وأخطر وسائل اختراق الأجهزة، وعليك أن
تنتبه إلى كل رابط يطلب من الضغط عليه قبل أن تقدم على عملية الضغط عليه، خصوصًا المرسلة إليك في
رسائل SMS أو رسائل الإيميل أو الرسائل المرسلة عبر مواقع الدردشة و التواصل .
- 6) لا تثبت تطبيقات غير آمنة ( خارج المتاجر الرسمية ) :
النظم و القيود التي تفرضها أبل على المطورين صارمة و دقيقة في مراجعة التطبيقات
قبل نشرها على متجرها و التي تمنع من دخول أي تطبيق ضار لجهازك، وربما لم يكن الأمر بنفس مقدار الحزم و الصرامة على متجر تطبيقات جوجل ولكن
هذا لا يعني وجود حماية معززة لفحص التطبيقات و تحليلها.
فعند قيامك بتثبيت تطبيق من خارج المتجر الرسمي فهذا سيكون على عاتقك و أنت من ستتحمل المسؤولية بشكل تام، لذلك فلا يحبذ القيام بهذا الأمر إلا في حال كانت تطبيقات شهيرة جدًا
وموثوقة للغاية مثل لعبة Fortnite الشهيرة على سبيل المثال؛ التي جعلت التحميل من موقعها الخاص وليس من متجر جوجل.
فأنت في هذه الحالة قد تضطر للتعامل مع مواقع لتنزيل التطبيقات الغير موثوقة أو الموثوقة، ولكن تأكد دائماً أن تقوم بالتفحيص و التمحيص قبل تنزيل أي تطبيق لا تعلم عنه شيئاً!.
- 7) قم بفحص دوري للهاتف:
من المهم جداً، ان تمتلك تطبيقاً خاصاً بك لحمايتك إما مدفوع أو مجاني، ويفضل أن يكون مدفوعاً في حال كان لديك أعمال تديرها من على هاتفك الشخصي، و سنتطرق لهذا الأمر خلال النقطة المنفصلة القادمة.
ففي حال كنت تتوفر على تطبيق كهذا، تأكد أن تقوم بضبط عمل الفحص الدوري ليقوم كل حين و آخر بفحص تلقائي عن أي تطبيق مريب او مشبوه قد يضر بهاتفك، أو قد يكون ملف او صورة او فيديو، فلا تعلم ما هي الهيئة التي سيكون عليها الفايروس.
كما لا ضرر من ان تقوم بذلك بنفسك، فلعلك تنتبه لشيء لم تعتد على وجوده في هاتفك، فتقوم بمسحه، وقد لاتتعرف بعض التطبيقات على مثل هذه الأمور، فهي أمور دقيقة و من الضروري تواجد العنصر البشري في اتخاذ اجراءات كهذه دوماً.
تطبيقات الحماية و الأمن
أما عن تطبيقات الحماية و الأمن فأردنا تخصيص نقطة منفردة لها، بحيث نوضح مدى أهمية تواجدها ضمن موضوعنا، فمن المهم جداً ان تتوفر على تطبيق يؤمن جهازك من التهديدات الخارجية فهو مثل موظف الأمن الذي يعمل على حراسة الأماكن العامة، ولكن الأمر متعلق بأمن جهازك من أي ضرر قد يلحق به نتيجة ما تقوم به من عمليات إدخال و إخراج.
فلا يهم ما نوع الشركة المصنعة للتطبيق، لكن الأهم من ذلك هو الكيفية التي يعمل بها التطبيق في إجراء الفحوصات الأمنية و البحث عن الثغرات و المشاكل الأمنية المتواجدة على هاتفك.
فيوجد العديد من الشركات الرائدة و المخضرمة في هذا المجال مثل "Avast,Eset,Kasper Sky" كلها شركات جيدة و من شأنها ان تبقيك امناً بشكل فائق.
في النهاية بعد إتخاذك لإجراءات الأمن و السلامة، يبقى الأمر متعلقاً بالمستخدم نفسه، فالمستخدم هو العامل الأول الذي يشكل تهديداً على أمان الجهاز، فكلما كنت أكثر حذراً كلما كنت تتمتع بحماية أكثر.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم، و سنحاول التطرق لتفصيلات اكثر حول هذا الموضوع في وقت لاحق إن شاء الله.
وفي الخِتام نتمنى ان تكون هذه المقالة قد أجابت على أسئلتكم و أشبعت نهم المعرفة لديكم فيما يتعلق بهذا الموضوع.
دُمتم بخير 🌹.
