ماهو الذكاء الإصطناعي ؟

 

 

ماهو الذكاء الإصطناعي ؟

 


What is Artificial Intelligence



 

سنتطرق في هذه التدوينة لشرح ماهو الذكاء الإصطناعي ؟ وكيف أصبح يؤثر في حياتنا و كيف يمكن له أن يساعد في حل العديد من المشاكل التي تعجز أقوى الدول عن حلها


 وفيما يلي النقاط التي سيتم التطرق لها: 


    • مقدمة عن الذكاء الإصطناعي 

    • أهمية الذكاء الإصطناعي و تأثيره في حياتنا

    • كيف يعمل الذكاء الإصطناعي

    • مستقبل الذكاء الإصطناعي


    مقدمة عن الذكاء الإصطناعي

     

هل تساءلت يوماً عن مصطلح الذكاء الإصطناعي؟ ومتى ظهر؟ وماهي المراحل و التحديات التي مر خلالها الذكاء الإصطناعي حتى وصل لما هو عليه اليوم، وكيف أن الذكاء الإصطناعي لم يعد مجرد مصطلح عابر بل أصبح موضع إستلهام رئيسي لما يمكن أن يكون عليه المستقبل بعد أن كان مجرد قصص أسطورية تقام عليها أفلام الخيال العلمي، بات الآن الذكاء الإصطناعي يشكل جزءاً من الحاضر و يبدو أنه سيكمل معنا الطريق للمستقبل، وهل حقاً هو على الشكل الذي تظهره لنا أفلام الخيال العلمي ام أنه يمكن أن يغير حياتنا للأفضل حقاً؟
 
ظهر الذكاء الإصطناعي لأول مرة في منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم وتحديداً في الفترة 1950-1956 حيث اجتمعت مجموعة من الباحثين في حرم كلية دارتموث بالولايات المتحدة لمناقشة أبحاث الذكاء الإصطناعي لأول مرة في التاريخ ضمن ورشة عمل صيفية، ثم بعد ذلك تلتها الإختراعات و الأبحاث العديدة التي مهدت لحقبة جديدة ستغير مفهوم العالم حول الآلات.
 
جرت العديد من الأحداث التي غيرت من شكل الذكاء الإصطناعي بمرور الزمن حيث كانت في البداية مجرد فلسفة ألهمت بعض العلماء لإنشاء آلة تحاكي تفكير الإنسان وسرعان ماتحولت لفكرة يمكن تطبيقها و يتم تمويلها بملايين الدولارات.

 
بعد فترة دامت لسنين من التمويل الحكومي من قبل الولايات المتحدة و بريطانيا تم رفع التمويل لفترة سبع سنوات و كانت تلك الفترة هي أول "شتاء للذكاء الإصطناعي" والتي تعبر عن فترة ركود حرجة، ثم عاد التمويل مرة أخرى بعد أن قامت مبادرة من دولة اليابان بتشجيع الشركات و الحكومات على الإستثمار بمليارات الدولارات في الذكاء الإصطناعي، لكن لم يدم ذلك طويلاً حيث بحلول أواخر الثمانينيات أصاب المستثمرين الإحباط وخيبة الأمل لعدم وجود حواسيب قوية لتخدم أبحاث الذكاء الإصطناعي مما دفعهم لسحب التمويل ليدخل الذكاء الاصطناعي مرة أخرى في شتاء آخر.


ظلت المحاولات لتطوير الذكاء الإصطناعي قائمة بالرغم من عدم وجود تمويل كافٍ، وفي أواخر التسعينيات تم اعتماد الطابع الإنساني للآلة حيث تم الربط بين الذكاء الإصطناعي و الآلة لتبدو على شكل إنسان بشري قادر على تحليل و إنتاج المشاعر و العواطف الخاصة بالذكاء الإصطناعي و معالجتها ليخرجها بصورة تفاعلية مثل الروبوتات القادرة على إجراء المحادثة و الحوار مع البشر.

ومع بداية القرن الواحد و العشرين تغيرت نظرة العالم للذكاء الإصطناعي و أصبح فرعاً من فروع الهندسة المعلوماتية، حيث أصبحت الحواسيب أصغر و أرخص و أسرع من ذي قبل و بفضل تقنيات تعلم الآلة المتقدمة و القدرة على استغلال "البيانات الضخمة" بواسطة تقنيات التعلم العميق بدأت نهضة الذكاء الإصطناعي بقوة و شراسة من جديد وبلغت الإستثمارات في سوق التطبيقات و الأجهزة و البرامج المتعلقة بالذكاء الإصطناعي إلى ما يقدر بثمانية مليارات دولار في عام 2016 حتى أن صحيفة "نيوريورك تايمز" الشهيرة صرحت في تلك الفترة بأن الإهتمام بالذكاء الإصطناعي بلغ حد الجنون.

   

أهمية الذكاء الإصطناعي و تأثيره في حياتنا

     

    منذ أن ظهرت الآلات و الأتمتة بدأ البشر بالقلق حيال ما إذا كانت هذه الآلات يمكنها أن تجاريها و تزاحمها في أعمالها بالتالي سيقعد العديد من الناس بدون وظائف، ومما إذا كانت سوف تسيطر على العالم وتهيء لنهاية البشر و إضمحلالهم من على وجه الأرض، إلا أن الأمر ليس كذلك بل يوجد هنالك نواحٍ كثيرة يكون فيها الذكاء الإصطناعي مهماً حيث تبرز أهميته في مجالات الصناعة و الطب و الكشف عن الأمراض و توقع حالة الطقس  و الكوارث البيئية و استكشاف الثروات الباطنية، سنتعرف على أهمية الذكاء الإصطناعي في كل مجال على حدى.

     

    أهمية الذكاء الإصطناعي في مجال الطب:

     

    لاغنى عن مجال الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي و الهندسة الوراثية و الجينية حيث يمكننا من خلال التقنيات الكائنة في الذكاء الإصطناعي أن نجد حلولاً للأمراض المستعصية علينا في إيجاد أمصال مضادة لها و كذلك دراسة هذه العلاجات بشكل مفصل و بالدقة المطلوبة، بجانب ان الذكاء الاصطناعي و التعلم الآلي يستخدم لإجراء تشخيص الأمراض بشكل فوري بحيث تتواجد هذه الروبوتات في المستشفيات لتساهم في عمليات الرعاية الصحية و اكتشاف الأمراض من خلال تحليل بيانات المرضى و معالجتها بشكل لحظي و كذلك تطوير أنظمة الرد الآلي و المساعدة الإفتراضية حيث يمكن للروبوتات مساعدة المشرفين على جدولة المواعيد و الإطلاع على التقارير الطبية للحالة و المتابعة وغيرها من الأمور الإدارية الأخرى، وكذلك يتم استخدام الذكاء الإصطناعي فيما يعرف بالرؤية الحاسوبية ليقوم الحاسب بإستخراج المعلومات المفيدة من المواد المرئية مثل الصور و الفيديو و الأشعة السينية.


أهمية الذكاء الإصطناعي في مجال الإقتصاد و الصناعة:

 

 يشكل الذكاء الإصطناعي جزء كبير من عمليات الصناعة و الإنتاج في المصانع العملاقة أو حتى على مستوى الشركات الصغرى و الأفراد، حيث تتعد الأجهزة التي يعمل الكثير منها بالذكاء الإصطناعي و التي من خلالها يمكن أن تعمل على إنجاز العديد من المهام في وقت واحد و بكفاءة عالية مثل تحريك الأجسام و المعدات ووضعها في المكان المناسب لها و قياس درجة الحرارة في المكان و الكشف عن نوع المادة و معرفة المخاطر المحتملة وغيرها من المهام الأخرى وهذا النوع من الروبوتات يمكن ان تجده في المستودعات و الشركات المتوسطة، ومؤخراً أصبحت المنازل تعمل بأنظمة الذكاء الإصطناعي والتي تعرف بنظام المساعد الآلي المنزلي و الذي يمكنك من التحكم في الأجهزة المختلفة في المنزل مثل تشغيل و إيقاف الضوء و تشغيل جهاز الكتروني معين و تأمين المنزل ضد حالات السرقة و الإعتداء.


أهمية الذكاء الإصطناعي في مجال هندسة الحاسوب و الإتصالات:

 

يمثل الذكاء الإصطناعي أهمية بالغة في تطوير قدراتنا البشرية في مجال هندسة الحاسوب و الإتصالات حيث تم تطوير العديد من التطبيقات الحاسوبية المبنية على الذكاء الإصطناعي مثل بروتوكولات نقل الصوت و الفيديو عبر الإنترنت و كذلك يستخدم في مجال التليفيزيون و البث الإذاعي و نقل البيانات.
 
 
ومن خلال الذكاء الإصطناعي سنتمكن من تسريع وتيرة التقدم في المجالات الهندسية لتصبح العمليات فيما بعد مدارة من قبل الأنظمة الذكية لتحسب لنا الحسابات المطلوبة في التصميم الإنشائي مثلاً من ثم تحسب لنا النتائج المترتبة عليها و تساعدنا على تخيل نماذج أعمال أفضل و تمكننا من تحسينها و تجنب المخاطر فيها.
 
 

أهمية الذكاء الإصطناعي في مجال التعليم:

 

يمكن للذكاء الإصطناعي أن يساعد في عملية أتمتة التدريس و العمليات التعليمية، مثل المساعد الإفتراضي ليكون بديلاً عن المعلم بحيث يمكنه متابعة و تقييم أداء الطلاب و إعطائهم فرص للمحاولة و تبيان الحل الصحيح و شرحه لهم، مما يسرع من العملية التعليمية و يحسن منها بصورة كبيرة.
 
 
 

أهمية الذكاء الإصطناعي في التنبؤ بالمخاطر المستقبلية: 


يمكن للذكاء الإصطناعي بالإستناد للبيانات المقدمة له أن يقوم بدارسة المعلومات دراسة وافية ليقوم بعمل إستنتاج منطقي لما يمكن أن يكون عليه العالم في المستقبل و تحديد أسباب المشاكل و المخاطر المحتملة و طرح فرضيات و حلول منطقية لحل هذه المشاكل.

 

كيف يعمل الذكاء الإصطناعي


    لفهم الكيفية التي يعمل بها الذكاء الإصطناعي نحتاج أولاً أن نفهم الأجزاء المكونة له حيث يمكن أن نقسم الذكاء الإصطناعي لفرعين آخرين لا يقل أحدهم أهمية عن الآخر، حيث أن المكونات و الروابط هي من تجعل للذكاء الإصطناعي قيمته الفعلية وتضفي عليه القوة المقصودة.


    أولاً : الذكاء الإصطناعي :

 
يُعرف الذكاء الإصطناعي بأنه قدرة الآلة على تقليد و محاكاة العقل البشري من حيث طريقة التفكير و القيام بالوظائف الحيوية التي لها صلة بالتفكير و الذكاء مثل الحساب و الاستدلال و التعلم و الإدراك و الحفظ في الذاكرة وأضف إلى ذلك الإبداع الفني و العلمي كل ذلك يندرج تحت مسمى الذكاء الإصطناعي كما أطلق عليه "جون مكارثي" وهو أول من أوجد هذا المصطلح. 
 

ثانياً : التعلم الآلي :


يعتبر التعلم الآلي فرعاً أساسياً في الذكاء الإصطناعي، فهو الفرع المختص بتحليل معلومات جديدة و تعلمها ضمن كمية ضخمة من البيانات من خلال الإستنباط و الإستدلال، حيث يتم تصميم التعلم الآلي من خلال خورازميات و لوغاريتمات معينة ليتعرف على أنماط البيانات المختلفة و المتفرقة ليقوم بالتعامل معها بمفرده دون أي تدخل بشري.

والجدير بالذكر أنه هنالك أنواع من التعلم الآلي حيث يوجد منها ماهو يعمل تحت الإشراف البشري و ماهو بدون إشراف بشري و يوجد ماهو جزئي كذلك، وتمكن أهمية التعلم الآلي في أنه يكون عبارة عن عقل مزوَّد بكمية هائلة من البيانات المتخصصة في مجال معين مثل المجال الطبي فعندما يتم تدريب الذكاء الإصطناعي على صور إشعاعية و تقارير طبية كثيفة يصبح الذكاء الإصطناعي قادراً على إجراء القرارات على النحو المطلوب.



ثالثاً : التعلم العميق :

 

التعلم العميق هو أحد فروع الذكاء الإصطناعي كذلك حيث يقوم على الشبكات العصبية الإصطناعية و التي تحوي عدة طبقات متضمنة وحدات تقوم بتحويل المدخلات إلى معلومات مفيدة يمكن للطبقة الثانية تلقيها و إعادة استخدامها و معالجتها وهكذا يتم تكرار هذه العملية وبذلك يمكن للجهاز أن يصل لبيانات جديدة و إجراءات جديدة خاصة به.

 

 

مستقبل الذكاء الإصطناعي 

 

لاريب أن مستقبل الذكاء الإصطناعي سيكون واعداً لأبعد الحدود فلقد تغير العالم كثيراً عما كان في السابق حيث صرنا نركز على تطوير و إستحداث تقنيات جديدة تمكننا من أداء المهام الصعبة و الشاقة أو المستحيلة منها فتعددت الاحتياجات و زاد الطلب على التكنولوجيا بشكل مرتفع للغاية على المستوى العالمي.

 ويرى الكثيرون من العلماء و رواد الأعمال أن الذكاء الإصطناعي لن يشكل ذلك الخطر الذي يدعوا للقلق بشأنه، حيث ان الآلة تظل خاضعة للأوامر و الوظائف التي نلقنها إياها ماعدا ذلك فهي لايمكنها أن تستقل بذاتها كلياً و تهدد البشر كما يزعم البعض، كما أن وجود الذكاء الإصطناعي سيوفر مزيداً من فرص العمل و مزيداً من الطلب على المهارات التقنية و البرمجة و علوم البيانات و غيرها من المجالات ذي الصلة.


كما يمكن للذكاء الإصطناعي أن يساهم في حل المشاكل و الأزمات العالمية في المستقبل مثل أنظمة المدن الذكية و الطرق الذكية و المؤسسات الذكية كل ذلك يساهم في جعل المجتمع أكثر تنظيماً و يقلل من حوادث القيادة و يحسن من الحالة الإقتصادية، وبتنا نرى كثيراً من تلك الأنظمة تنفذ على أرض الواقع ولاريب أنها تتطور يوماً بعد يوم.



إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم.

وفي الخِتام نتمنى ان تكون هذه المقالة قد أجابت على أسئلتكم و أشبعت نهم المعرفة لديكم فيما يتعلق بهذا الموضوع.


دُمتم بخير 🌹.


 


تابعنا على تيليجرام

انضم إلى قناة Telegram الخاصة بنا للحصول على أحدث الاخبار!

المتابعون